ماذا بعد فوز الرئيس "موثاريكا" برئاسيات ملاوي؟ - حكيم ألادي نجم الدين

الثلاثاء، 28 مايو 2019

ماذا بعد فوز الرئيس "موثاريكا" برئاسيات ملاوي؟

قد أعلنت لجنة الانتخابات الملاوية فوز الرئيس منتهي الولاية "آرثر بيتر موثاريكا" في الانتخابات التي أثارت انتقادات واسعة، وذلك بعد رفع المحكمة العليا الأمر القضائي الذي أجبر لجنة انتخابات ملاوي على وقف إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية؛ حيث زعمت المعارضة أن هناك حالات تلاعبٍ بالأصوات.

"أعلن بموجب هذا، أن آرثر موثاريكا هو الفائز في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 21 مايو"؛ هكذا قالت "جين أنسا" رئيسة لجنة انتخابات مالاوي.

وإذ سجّل ما يقرب من 7 ملايين شخص للتصويت في هذه الانتخابات التي سبق وأن أشارت عدة استطلاعات إلى أن نتائجها ستكون متقاربة، فقد حضر حوالي 5 ملايين شخص للتصويت في أكثر من 5000 مركز اقتراع في جميع أنحاء البلاد يوم 21 مايو، كما أعلنت الهيئة الانتخابية بطلان 74،719 صوتًا.

وبحسب لجنة الانتخابات، فاز "موثاريكا" : بـ 1.9 مليون صوت – ما يمثّل 38.57٪ من الأصوات وبفارق ضئيل عن ما حصل عليه المعارض "لازاروس تشاكويرا" من "حزب مؤتمر مالاوي"؛ والذي حاز 1.8 مليون صوت، وتمثل 35.41٪ من الأصوات، ما يعني أنّ "تشاكويرا" حصل على المركز الثاني، وهو المركز نفسه الذي حصل عليه في انتخابات 2014م.

مصداقية الانتخابات وشفافيتها:


لقد خاض هذه الانتخابات أيضًا "سالوس تشيليما"؛ المدير التنفيذي السابق لشركة "إيرتل"، والذي كان نائبًا للرئيس "موثاريكا" في ولايته الأولى، لكنه انقلب عليه، وانسحب من فريقه بحجة أن إدارة "موثاريكا" فاسدة. وقد أسَّس "تشيليما" حزبه "حركة التحول المتحدة" في محاولة لخوض الانتخابات ضد رئيسه، وحصل على المركز الثالث بأكثر من مليون صوت تمثل 20.24٪ بحسب نتائج الانتخابات.

وعلى الرغم من أن عملية التصويت تبدو سلمية من حيث الإدارة، وناجحة من حيث الممارسة، إلا أن طريقة التعامل مع النتائج كانت فوضوية؛ الأمر الذي أدّى إلى شكاوى التزوير واتهامات بتغيير أوراق النتائج.

واعتُقِل يوم الخميس الماضي مسؤول من لجنة الانتخابات على أساس التلاعب في أوراق النتائج من مركزٍ لفرز الأصوات في الدائرة الانتخابية التابعة له، وأنّه مَحَا بعض الأرقام من أوراق النتائج بسائل تصحيحٍ، وأدرج أرقامًا أخرى فيها، ما أدَّى إلى أن دعت أحزاب المعارضة إلى إعادة فرز الأصوات أو إجراء انتخابات جديدة.

ويُعدّ "تشيليما" - نائب الرئيس السابق - من الزعماء السياسيين الذين دعوا إلى وجوب إجراء انتخابات جديدة؛ بسبب ما وصفه بالمخالفات الانتخابية الخطيرة.

"إنني أدعو اللجنة الانتخابية إلى إلغاء التصويت الكلي في ظل الانتخابات الثلاثية (الرئاسية والبرلمانية والمحلية) التي أجريت في 21 مايو 2019م. يجب على البلد إعادة تجميع صفوفه والتحضير لانتخابات ذات مصداقية ترضي شعب ملاوي" ؛ هكذا قال "تشيليما" في بيان، وأضاف "يجب ألا نسمح للمحتالين بالاستمرار في احتجاز هذه البلاد فدية".

وفي 25 مايو، حصل "حزب مؤتمر ملاوي" على أمر قضائي توقفت اللجنة الانتخابية بموجبه عن إعلان النتائج الرئاسية؛ حيث طالب زعيم الحزب "لازاروس تشاكويرا" من الهيئة الانتخابية إصلاح المخالفات حول الأصوات في بعض أنحاء البلاد بسبب حالات شذوذ هائلة ونزاعات انتخابية. ودعا الحزب إلى إعادة فرز الأصوات بحضور ممثلين عن جميع الأحزاب السياسية.

تقييم المراقبين لانتخابات مالاوي:


ويوم الخميس الماضي أصدر المراقبون الأجانب للانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية في ملاوي تقييمًا أوليًّا، قائلين: إنه على الرغم من سلمية العملية وهدوء الأجواء؛ إلا أنها كانت معيبة.

وفي تصريح لبعثة الاتحاد الأوروبي، فإن لجنة الانتخابات في ملاوي نظَّمت الانتخابات بشكل جيد؛ لكن فترة ما قبل الانتخابات اتّسمتْ بالتوتر.
"ما نعتبره مشكلة، هو إساءة استخدام موارد الدولة، والتحيز مِن قِبَل وسائل الإعلام الحكومية"؛ هكذا صرح "ميروسلاف بوتش"، كبير المراقبين في بعثة الاتحاد الأوروبي، وعبَّرت البعثة عن أسفها للهجمات الموجَّهة ضد السياسيين المعارضين قبل عملية التصويت.

وأشار رئيس فريق المراقبين في الكومنولث، رئيس جنوب إفريقيا السابق "ثابو مبيكي"، إلى نجاح إدارة هذه الانتخابات، ولكن لا يمكن الجزم بنزاهتها وشفافيتها بعدُ.

"نحن لا نصدر أي أحكام - هذه مسألة ستنشأ فيما بعد"؛ هكذا قال مبيكي، وأضاف: "بعدما تم القيام بكل شيء، سيكون من الممكن لفريق المراقبة أن يقول: الآن، بالنظر إلى كل ما سمعناه ورأيناه، يمكننا القول: إن هذه الانتخابات كانت نزيهة أو غير ذلك".

ما بعد فوز الرئيس "موثاريكا":


تولَّى "آرثر بيتر موثاريكا" – وهو أستاذ القانون السابق البالغ من العمر 78 عامًا، السلطة في مالاوي عام 2014م، ويُعزَى إليه الفضل في تحسين البنية التحتية، وخفض التضخم الذي عانت منه البلاد، لكنه واجَه مؤخرًا اتهامات بالفساد وتفضيل المناطق الريفية التي لا يزال دعمه فيها قويًّا. واتّسمت الشهور الأخيرة من فترة ولايته الأولى بنقص الغذاء وانقطاع التيار الكهربائي.

ويأمل الملاويون الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات في دولة تتغلَّب على الفساد ونقص فرص العمل، خصوصًا وأنّ أعمار 54% من حوالي 7 ملايين شخص مسجل للتصويت تتراوح بين 18 و34 عامًا، كما أنّ ما يصل إلى 56% من الناخبين المسجّلين من الإناث.

أما "نيكولاس داوسي"؛ عضو "الحزب الديمقراطي التقدمي" الحاكم ووزير الداخلية السابق، فهو يرى أن إعلان فوز حزبه نصر مستحَقّ؛ "كنا نعرف دائمًا أننا سننتصر بسبب التطور الذي حققه الرئيس موثاريكا في السنوات الخمس الماضية"، مضيفًا إن "لدينا تفويض آخر لمدة خمس سنوات من التنمية والسلام والاستقرار".