أفريقيا.. أهمّ ما جاء في خطاب الرئيس الرواندي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة - حكيم ألادي نجم الدين

الجمعة، 28 سبتمبر 2018

أفريقيا.. أهمّ ما جاء في خطاب الرئيس الرواندي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة


في كلمته يوم الثلاثاء الماضي أمام الدورة العادية الثالثة والأربعين للجمعية العامة للأمم المتحدة (UNGA), تطرّق الرئيس الرواندي "بول كاغامي" - الذي يرأس أيضا الاتحاد الأفريقي - لنقاط مهمّة تتعلق بالاتحاد الأفريقي وقارة أفريقيا والعلاقة بين أفريقيا والأمم المتحدة.. وهي نقاط تجاهلها معظم الزعماء الأفريقيين (أو الأفارقة) في خطاباتهم أمام الجمعية.

وقد يكون السبب وراء هذا التجاهل أن الكثير من الزعماء الأفارقة الحاضرين كانوا هناك للمرة الأولى, أو ربما لأن مهمة التطرّق لهذه المواضيع تقع على عاتق "كاغامي" لكونه الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي؟!

ومما تطرّق له "بول كاغامي" في خطابه؛ أن أسلوب الإدارة العالمية تجاه أفريقيا بحاجة للتغيير, وأن قارة أفريقيا بشكل عام تقوم بتغييرات مهمة في هياكلها, كما أن التعاون بين أفريقيا والأمم المتحدة مهمّ ولكنّ الأمم المتحدة بحاجة للإصلاح.

وفيما يلي بعض ما جاء في خطاب الزعيم الرواندي والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي:

الموقف العالمي تجاه أفريقيا:
- لقد أكّد "بول كاغامي" على أن وجود تغيير الموقف العالمي تجاه القارة لمواكبة التغيرات المتغيرة. فـ"الوقت يتغير بسرعة ولذلك يجب أن تتغير إدارة الموقف العالمي تجاه أفريقيا. فالاتجاه في قارتنا هو نحو تعاون أقرب وأكثر إنتاجية من خلال الاتحاد الأفريقي ومجموعاتنا الاقتصادية الإقليمية."

التغيير في الهياكل المالية والمؤسسية للاتحاد الأفريقي:
- لم تعُدْ أفريقيا تعاني من تأثير تراجع اليقينيات والسلطات القديمة كما كان الحال في الماضي, بل "على العكس، كانت النتيجة أن ركّزتْ أفريقيا اهتمامها على الحاجة الملحة إلى ترتيب بيتنا وتغيير طريقة عملنا بشكل جذري". وكان هذا سبب إجراء تغييرات في هياكل الاتحاد الأفريقي المالية والمؤسسية.

- لقد "أنتج الانضباط المالي الجديد ميزانيةً للاتحاد الأفريقي أقل بنسبة 12 في المائة عن العام الماضي. كما زادت حصة التمويل المقدمة من الدول الأعضاء زيادة كبيرة. والمساهمات في الصندوق - الذي يساعد في دفع تكاليف عمليات دعم السلام التي ينظمها الاتحاد الأفريقي - هي في أعلى مستواظى منذ إنشائها في عام 1993."

منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية:
- كما تحدث كاغامي عن اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية، والتي قال إنها تهدف إلى إعادة تعريف مكانة أفريقيا في الاقتصاد والهندسة المعمارية العالمية.

"إن اقتصاديات الحجم ومستوى أعلى من التجارة البينية الأفريقية ستساعد قارتنا على تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030. كما سنشهد إمكانيات جديدة للشراكة بين القطاعين العام والخاص مع تنامي القطاع الخاص في إفريقيا".

عمليات انتقال سلمي للسلطة في أفريقيا:
- يرى "كاغامي" أن أفريقيا شهدتْ عمليات انتقال سلمي للسلطة, مما تخفّف الحاجة للوساطة الخارجية  وطرح قرارات حلّ النزاع.
“إن التطور الهائل في القرن الأفريقي وإثيوبيا وإريتريا وجيبوتي وحتى الصومال هو الأبرز. ويستحقق قادة المنطقة دعمنا لأنهم وضعوا جانبا سنوات من عدم الثقة والعمل من أجل التوصل إلى تسوية شاملة."

التعاون بين أفريقيا والأمم المتحدة:
"في هذا السياق الأوسع للشراكة الأقوى بين مؤسساتنا (والأمم المتحدة)، من المهمّ أن يُمنح التمثيل الدبلوماسي للاتحاد الأفريقي هنا في الأمم المتحدة الوضعَ والوزن الذي تتمتع به الهيئات الإقليمية الأخرى".

إصلاح الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى:
يضاف إلى ما سبق أن كاغامى انتقد عدم التوازن فى التمثيل بمجلس الأمن الدولى, مشيرا إلى أنه:
- "لا يمكن الإبقاء على الهيكلية الحالية للأمم المتحدة، إذ تتحكم أقلية صغيرة في القواعد والركائز التي تقيد الأغلبية (في إشارة للدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن)".

كما أنّ "معايير الأمم المتحدة التي لا تتوائم مع الجميع، معايير غير عادلة. وبالتالي فإن رفع هذا الظلم الذي يتمتع به النظام الأممي، أمر من شأنه أن يعيد تأسيس مشروعية المؤسسات الدولية."